الثلاثاء، 26 يونيو 2012

رجل من نوع اخر


 
 
 
بعد يوم طويل وصعب من العمل.... 

 
  وضعت أمي الطعام أمام أبي على الطاولة وبجانبه خبزاً محمصاً..
 لكن الخبز كان محروق تماماً،
أتذكر أنني أرتقبتُ طويلاً كي يلحظ أبي ذلك ..
ولاأشك علىٰ الأطلاق أنه لاحظه إلا أنه مد يده إلىٰ قطعة الخبز
وأبتسم لوالدتي وسألني كيف كان يومي في المدرسه ،
لا أتذكرُ بماذا أجبته، لكنني أتذكر أني رأيتهُ
 يدهنُ قِطعة الخبز بالزبدة والمربىٰ ويأكلها كلها ،
عندما نهضتُ عن طاولة الطعام تلك اليله، أتذكر أني سمعتُ
 أمي تعتذر لأبي عن حرقها للخبز وهي تحمصهُ،
ولن أنسى رد أبي علىٰ أعتذار أمي :
حبيبتي .. لا تكترثي بذلك
.. أنا أحب أحياناً أن آكل الخبز محمصاً زيادة عن اللزوم
وأن يكون به طعم الإحتراق.
في وقت لاحق تلك اليله عندما ذهبتُ لأقبل والدي
 قُبلة تصبح على خير، سألته
إن كان حقاً يحب أن يتناول الخبز أحياناً محمصاً
إلى درجة الأحتراق ؟؟؟؟
 
 فضمني إلى صدره وقال لي هذه الكلمات
التي تبعث على التأمل:
 أمك اليوم كان لديها عمل شاق
 وقد أصابها التعب والأرهاق في يومها..
شئ آخر ..
إن قطعاً من الخبز المحمص زيادة عن اللزوم أو حتى محترقه.. لن تضر أو تؤذي أحداً،
الحياه مليئه بالأشياء الناقصه وليس هناك شخص كامل لاعيب فيه.
علينا أن نتعلم كيف نقبل النقصان في الأمور وأن
نتقبل عيوب الآخرين
وهذا من أهم الأمور في بناء العلاقات وجعلها قوية مستديمه،
  خبزُ محمصُ محروقُ قليلاً لايجب أن يكسر قلباً

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق